صحيفة عرب فوتو ترحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

السبت 11 شوال 1445هجري

20 نيسان / أبريل 2024ميلادي

10:19:13 صباحاًمكة المكرمة

الأقسام

ندوة الدكتور المؤرخ عصام نصار في دارة الفنون بدايات التصوير في فلسطين

تاريخ الاضافة:السبت 03 حزيران / يونيو 2017 11:11 صباحاً عدد الزيارات:1216
ندوة الدكتور المؤرخ عصام نصار في دارة الفنون بدايات التصوير في فلسطين



بقلم عبدالرحيم العرجان

استضافت دارة الفنون بالبيت البيروتي المؤرخ الفلسطيني د.عصام نصار الاستاذ في جامعة ايلينوي، بندوة فوتوغرافية متزامنة لمعرض مصورة  فلسطين الاولى كريمة عبود بمجموعة من مقتنيات الباحث احمد مروات، تناول نصار كريمة عبود نموذجا وتاريخ التصوير في فلسطين منذ مراحله الاولى نستخلص منها:

 

بداية التصوير في فلسطين واختفاء اقدم الصور

في بداية التصوير ارسلت بريطانيا مصورين لفلسطين بمهام مختلفة في عام 1839 حيث وجد اربع صور لها الا انها اختفت، لتظهر صورا اكثر لمصورين اوروبيين بعد عام 1844 والسبب الرئيسي لذلك القدسية الدينية للمكان ولفهم الانجيل بناء على طبوغرافية الارض ودراسة مواقع مسيحية انجيلية ذكرت فيه والسبب العام اكتشاف العالم والتعريف به، ومن المؤسسات التي كانت معنية بذلك صندوق اكتشاف فلسطين،قبل انتاج الفلم السليليلويدي والذي سهل عملية التصوير، وحسب دراسة وجدت انه حتى عام 1888 زارها نحو 280 مصور من انجليز، فرنسين، اسكتلندين و قلةمن الالمان، الا انهم تشابهوا باسلوب التصوير، ففرانسيس بدفورد صور بانياس وقبة الصخرة عام 1862 وتشابهت تقريبا مع صورة اوغستسالزمان حيث صُورت قبة الصخرة دوما على اعتبارها هيكل سليمان.

 

 

الماني اول من افتتح استوديو في المنطقة

فأول من افتتح استوديو في المنطقة كان مصورا المانيا في اسطنبول ابان الفترة العثمانية ودرب عددا من المصورين الارمن ومنهم الاخوة عبدالله الذين اصبحا المصورين الرسميين للسطان العثماني، ولكن وضع الارمن اصبح مقلقا وغير مريح، فانتقلوا بعدها الى القاهرة أسوة بكثير من الارمن الذين ذهبوا الى مصر وفلسطين، ليتوالى بعدها افتتاح الاستوديوهات لمصورين اوروبين لسبب اوآخر ومنهم عائلة وبونفيس، حيث أتى الأب بأمر من الجيش الفرنسي بمهمة الى لبنان وافتتح فيها استوديو خاص ببيروت  وبعدها اخذ يصور الشرق بمختلف معالمه ويبيعها للسياح والمهتمين، فقد كان بونفيس يكلف عددا من المصورين في مناطق مختلفة بمهام تصويرية ويوقع باسمه على صورهم المنتجة له، مع ان الكثير منهم كان مهتما بتصوير الناس وانواع الناس لاستخدام صورهم في امور المعرفة والدراسة والبطاقات البريدية والمعارض، فلم يكونوا يتعبون انفسهم في ابداع افكار تصويرية جديدة بل كلا منهم كان يقلد الاخر حتى  في الزاوية والمحتوى، كقصة ذلك الحاخام السومري الذي صوره الكثير بنفس الاوضاع  كأن يكون جالسا وبيده كتابا او ادوات التنجيد التي كان يعمل بها والتي كانت حرفته، وفي كثير من الاحوال يتم دفع اجر للمتصور لهذه الغاية ومعظم الوقت كانت الصور لأناس غير معروفين او لم يتم التعرف عليهم.

 

للأرمن دور كبير في التصوير

لا نستطيع ان نجزم من الذي وضع المعالم الاولى للتصوير بفلسطين، الا اننا نعتقد انه آساييغرابيديان الذي كان مولعابه وهو من ارسى قواعده الاولى، حيث كان بينه وبين الاخوة عبدالله مراسلات حول وسائل وادوات التصوير وهي محفوظة في الارشيف الارمني، بالاضافة الى مراسلات مع مصورين عالميين حول مواد الطباعة وتظهير الافلام، فقد اتى الى القدس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مديرا لمكتبة الارمنبكنيسة مار يعقوب بالقدس وبدأ هناك ممارسة هوايته الفوتوغرافية، الا انه عام 1862 انتخب ليكون بطريارك الارمن في القدس ومنصبه لايسمح له بالتحرك والتجوال بحرية لصفته الرسمية،ففتح مدرسة لتعليم التصوير وبالذات شباب الارمن وتخرج منها عددا من المصورين الاوائل الذين عملوا في فلسطين وعددا من المناطق العثمانية، وليس مستبعدا ان للأخوة عبدالله كان لهم دور في ذلك.

في عام 1885 افتتح غرابيدكريكوريان اول استوديو بالقدس وتخصص بالعمل المحلي وتصوير الحجاج وغيرهم، وهو من درب المصور خليل رعد وكان اول مصور عربي الذي افتتح استوديو خاص به بالقرب من باب الخليل، وبعدها افتتح عيسى الطوابيني اول استوديو في يافا، والفرق ما بين رعد وكوريكويان ان رعد توسع اكثر من كوريكويان بالتصوير فصور بالاستوديو وزيارات المنازل ولادوارد سعيد وصف لذلك، بالاضافة لتصويره المناطق الطبيعية والمواقع واول من صور كان تخرج مدرسة كما صورالحياة العامة، ويذكر ان عيسى الصوابيني ارسل بمنحة من الجمعية الارثذوكسية الروسية ليدرس طب الاسنان في روسيا وهناك تعلم التصوير، وعندما عاد فتح استوديو

كان المصورين يعملون بتنافس كبير ويتقاطعون في الاهداف وفي اوقات عمل مشترك، باصدار الكتالوجات فهناك كتالوج مشترك بتعاون عمل مابين كريكوريان وصابونجي، في حين ان الاخوين حنانيا هما من كانا يبيعان المواد اللازمة، ومنهم من استخدم الاعلانات بلغات مختلفة، فقد ظهر اعلان باللغة الالمانية للمصور تومايان عام 1907 انه ممكن ان تتصور وكأنك بدوي او فلاح او بلباس بيت لحم او الخليل، وكان الحجاج كسواح اليوم يحبون ذلك ويتهافتون عليه، حتى ان الاهالي تأثروا بهذا التقليع، واستغلت ذلك الصهيونية لتصوير الحياة اليومية في الترويج الى فكرة ان حياة اجدادهم كانت بهذا الشكل.

فإنتاج الصورة لم يكن بالامر السهل،فالصورة تحتاج لساعتين عمل من لباس وتجهيز وتصوير، وبعد عام 1920 اقتضى على المواطنين استصدار بطاقات شخصية والمرفق بها صورة شخصية، الامر الذي ادى الى انتشار الاستوديوهات بشكل سريع وتحديدا بالقدسو يافا و حيفا، وبيت لحم لينتشر بعدها تقليد تصوير العرسان في الاستوديو وحفلات الزواج وتخريج المدارس واحتفالات الكشافة. وكان ايضا للمتوفين مصورون مختصون حيث يتم تصويرهم مع اهلهم بعد وفاتهم والسبب انه لم يكن يوجد لهم صورا تذكارية معهم، كما ظهر تقليع ان يعلق الناس صورهم في البيت وبالذات الجد او رب العائلة او صورة جماعية للعائلة ،بالاضافة لصور رجال الدين والقادة بشكل مشابة للوحات التشكيلية، واوقات كانت الصور ذات رمزية للمهام والعمل كصور الحاخام حامل التوراة او البطريارك حامل الانجيل، فديفد (داود) عبدو برع بالتصوير بشكل قوي مشابة للمصورين العالمين في البناء والتكوين.

 

                                                          التصوير والجاسوسية

وفي الحرب العالمية الاولى استخدم المصورون القوات العسكرية وتدريبهم وتكليفهم بمهام بمختلف المناطق، وظهر في القدس مصور امريكي اسمه جون ويتنغ حيث كان المصور الرسمي للهلال الاحمر العثماني إضافة الى خليل رعد بتكليف من القائد العثماني جمال باشا المكلف بتصوير الجيش، ليتبين حسب اعتراف ويتنغ انه كان جاسوسا للانجليز في مصر دون اي اشارة لمهامه، وقد لعبسلاح الجو النمساوي وكذلك الانتداب البريطاني دوراهاما بالتصوير الجوي لفلسطين.

 

دور المرأة في التصوير في فلسطين

كان دور المرأة في عمل التصوير محدودا جدا فقد كانت اول امرأة صورت آن فن زوجة القنصل البريطاني في القدس وكانت هاوية وتبنت تدريب وتعليم عدد من اليهود الذين كانوا تحت الحماية البريطانية،ومن الفلسطينيات المصورات او اللواتي شاركن بمهام التصوير نذكر: زوجة يوهانسكريكوريانالتي كانت تعمل معاونة بالاستوديو حيث كانت تعمل بالتلوين اليدوي، ومارغو عبدو اخت المصور داود عبدو التي كانت تعاونه في الاستوديو وفي بعض الاوقات كانت تقوم هي بالعمل، اما كريمة عبود فهي اول امرأة تمارس المهنة بشكل محترف وبكامل الاستقلال ولا نعرف ان كانت هناك امرأة قبلها، فكان لها استوديو وتستقبل الزبائن ايضا في بيتها ببيت لحم وتذهب لتصويرهم في بيوتهن وتخصصت بتخصص كامل بتصوير النسوة مع انها صورت رجالا من اقاربها او المعارف المقربين.

 

كريمة عبود اخذت مساحتها من الحرية.

كنت اتساءل: لماذا كانت اول من مارس المهنة ؟

قد يكون كونها لوثرية وهي ابنه قسيس جاء من لبنان الى الناصرة ثم بيت لحم وبالتالي جاءت من خارج البلد فلا يوجد اقارب او معارف يعيقونعملها بالاعتراض ، او من يمارس عليها ضغوطات اجتماعية كونها فتاة، وكون اللوثرية كانت طائفة  صغيرة آنذاك.

كان لكريمة اعلان تقول انها تعلمت على يد مصور محترف وليس من السهل ان نعرف من هو ذلك المصور، ولها صورة شهيرة مصورها من عائلة سابا، حيث عرف بفلسطين الاخوان سابا من المصورين المختصين بتصوير الحجاج بتصوير الحجاج اليونان والقبارصة وكان عددهم هائل في عيد الفصح ،ولهذا السبب كانوا يوقعون باسم سفيدس بدل سابا، احتمال وليس من المؤكد أنهم هم من علموا كريمة التصوير. اما من صور الحجاج فهم الروس نذكر منهم انطون كارمي وأحيانا كان يوقع باسم كارمينوف.

 صورت كريمةابنة عمها ليديا بتقنيات عالية مع محاولة التلوين بالريشة، والفرق الجوهري مابين كريمة والمصورين المحليين ان المحليين كانت صور السيدات لديهم للاقتناء العام، اما كريمة فقد كانت صورها شخصية.

مروات أول من حصل على الارشيف

كريمة توفيت قبل النكبة وفقدت صورها وكانت اول مرة اسمع عنها من الصديق اكرم الظاهري المتواجد معنا في الندوة، فحاولت ان اجد اعمالا لها بالاتصال مع اقاربها في الناصرة فلم افلح ان ذلك، وخلال البحث وجدت كتابا لمؤرخة  اسرائيلية عملت كتابا عن مصورات الاسرائيليات وكان فيه صور لمصورات سيدات، الى ان ظهرت هذه المجموعة لدى تاجر مقتنيات وحصل عليها احمد مروات، من الناصرة وبدأت الملاح تظهر لها، وللأسف كانت الكثير من المعلومات مغلوطة عنها ومازلنا نتعرف على عمل كريمةودورها، ونشيرهناانها كانت تختم اعمالها باسم المصورة السيدة بالانجليزية.

 

الختام: الصورة وثيقة.

خلاصة القول أن الصور القديمة هي وثيقة تاريخية واجتماعية، والصورة تتحدث عن الشخص و الموقع و الازياء وانماط الحياة والعلاقات وغيرها، الا ان الاشكالية ان هناك جيل من الشباب لديه اندفاع تجاه الصورة ما قبل عام 1948 متسرعين في التحليل والحكم آخذين انه كان الوقت الجميل لفلسطين مع انه كان هناك فقر وامراض وتردي الحالة الصحية  وتسلط  وحكم الباشوات.

 

*يشار الى ان الندوة مرتجلة تم تفريغها وتلخيصها لغايات اعلامية

.

صور مرفقة

مشاركة الخبر

التعليق بالفيس بوك

التعليقات