صحيفة عرب فوتو ترحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

الخميس 16 شوال 1445هجري

25 نيسان / أبريل 2024ميلادي

08:41:15 صباحاًمكة المكرمة

الأقسام

ماذا تبقى للمصور من فن ؟ بقلم الدكتور مصيب محمد جاسم

تاريخ الاضافة:الأربعاء 23 كانون ثاني / يناير 2019 03:13 مساءً عدد الزيارات:1180
ماذا تبقى للمصور من فن ؟ بقلم الدكتور مصيب محمد جاسم

بقلم د. مصيب محمد جاسم

نينوى - العراق 

التطور الكبير الذي صاحب صناعة الكاميرات الرقمية وطرق عملها المتعددة وأساليب برمجتها، جعل امكانية  التقاط  صورة ناجحة من حيث التعريض الضوئي وتوازن اللون والدقة امراً في غاية السهولة، الى الحد الذي جعل الجميع باستطاعتهم الحصول على صورة جيدة وان لم يقرأ كلمة واحدة عن التعريض الضوئي.

 

ففي السابق كان  التقاط  صورة ناجحة صحيحة التعريض والتمركز يعد أمراً صعباً الى حد ما. فموضوع التعريض الضوئي الصحيح والمناسب لكل فلم ولظروف إضاءة مختلفة كان لعقود طويلة ماضية هو الهم الأكبر والموضوع الأكثر تعقيدا وربما الأكثر إحراجاً بالنسبة للمصور أيا كانت معرفته واطلاعه، والفشل في الاختيار الصحيح للتعرض الضوئي يعني فشل الصورة التي قد تكون  ذات أهمية كبيرة. لذلك مع بداية ظهور وانتشار الصورة الفوتوغرافية، اهتمت كبريات الشركات العالمية وكذلك كبار المصورين في العالم في موضوع التعريض الضوئي وكتبوا فيه مئات الكتب ودونوا عصارة معرفتهم وتجاربهم وخبرتهم في مقالات لا حصر لها.

 

التعريض الضوئي يعني اصطلاحا ما يحصل عليه الفلم ( او المتحسس الضوئي في الكاميرات الرقمية ) من كمية ضوء. هذه الكمية  تعتمد على مقدار فتحة العدسة المستخدمة ومقدار سرعة الغالق ( الشتر ) مع قيمة الحساسية التي يمتلكها الفلم المستخدم او المتحسس الضوئي والذي يطلق عليه اختصارا اسم ISO .

 

بعد ان تمت السيطرة على موضوع التعريض الضوئي من الناحية التقنية والعملية، اخذ الاهتمام يتعدى هذا الموضوع،  فأخدوا يهتمون بتأثير كل قيمة من القيم الثلاثة التي تحدد التعريض على الجانب الفني في الصورة، اي ماذا يؤثر، على سبيل المثال، تغيير فتحة العدسة او تغيير مقدار سرعة الشتر على الصورة وما هي حالات تفضيل هذا على ذلك.

 

مع بداية الأربعينيات من القرن الماضي قامت الشركات ذات الاهتمام، بصناعة اجهزة قياس الضوء ( light meter ) كجهاز صغير يحمله المصور معه ويستطيع من خلاله معرفة السرعة الواجب اختيارها او فتحة العدسة المناسبة مع كل قيمة من حساسية الفلم الذي يستخدمه. وكنتيجة للتقدم الالكتروني استطاعت الشركات المصنعة للكاميرات من دمج هذا الجهاز مع الكاميرا نفسها، لا بل أصبح أختيار القيم المناسبة يتم بشكل آلي من قبل الكاميرا نفسها وبدون تدخل من المصور ان رغب في ذلك.

 

كل هذا والكثير الكثير من الامور الاخرى التي كانت تقلق المصور وربما كانت تعد فناً قبل حفنة من السنين، وفرتها وتجاوزتها التقنيات الحديثة. فأصبحت بمقدور كل شخص يحمل كاميرته ويخرج للتصوير وهو مطمأن على جودة النتائج باستثناء بعض الامور التفصيلية التي يهتم بها المحترف وليس الهاوي.

 

وما زاد في كل هذا وذاك، وفرت الحسابات الشخصية وبرامجها الخاصة بالتصوير مع ملحقاتها، كل ما يحتاجه المصور في معالجة الصورة. اَي انها وفرت في كل بيت مختبر للتصوير يمكن من خلاله عمل ما كان يتم انجازه بصعوبة بالغة او حتى مستحيلا.

 

فالصورة عالية الجودة او الصورة الفنية التي كانت تحتاج الى ساعات وربما ايّام وأسابيع لغرض معالجتها في الغرفة المظلمة وبالطريقة التي يرغب بها المصور، بواسطة محاليل كيميائية يتوجب معرفتها ومراعاة تراكيزها ودرجات حرارتها مع تحديد الزمن اللازم لكل محلول كيميائي، وكذلك اللأخذ بنظر الاعتبار نوع الفلم او ورق الطباعة المستخدم، فجميع هذه التفاصيل التي كانت احد اكبر الاسرار المهنية والفنية وما تتطلبه من عمل شاق وتجارب، أصبحت اليوم بمتناول اليد في غرفة مكيفة الهواء ومن خلال أزرار نظيفة على لوحة مفاتيح لا تقوم بتغيير لون أصابع اليدين او تؤدي الى استنشاق أبخرة لمحاليل لا محال انها مضرة.

 

بعد هذه المقدمة المملة التي قد لا تعني الكثير للهاوي، اعود الى التساؤل الذي يحمله العنوان..

ماذا تبقى للمصور من فن ؟

 

- ما تبقى للمصور اختياره الصحيح للعدسة وبعدها البؤري الذي يتناسب مع موضوع التصوير والذي يعد من عناصر التشكيل.

- ما تبقى للمصور اختياره لفتحة العدسة والسرعة والزاوية وما لهم من تأثير.

- ما تبقى للمصور قدرته في التلاعب مع الظل والضوء.

- ما تبقى للمصور المعرفة الجيدة في التعامل مع البرمجيات والتي تعد بمثابة الغرفة المظلمة سابقاً.

 

- ( وأهم ما تبقى للمصور هو عينه وذوقه ) وسرعة انتباهه في رصد الجمال وكل ما هو غريب وملفت للنظر. لان العين وليست الكاميرا هي الوحيدة التي ترصد وتشاهد وتتخيل ما سيكون وما يفترض عمله مع كل صورة من اجل نتائج رائعة وربما مبهرة.

وبالتأكيد هذا ما لا يمكن ان تشرحه الكتب والمقالات ( الا بحدود )، فكيف لمؤلف مثلا ان يشرح لك ما هو الطعم المالح او الحامض او الحاد او يشرح ما هو لين او املس او خش ؟.

 

أما نصيحتي للهواة تقول..

- اهتموا بالعدسة بدلا من الكاميرا، وتذكروا ان الأثمن في الغالب هي الأفضل.

- اهتموا بمساحة او حجم المتحسس داخل الكاميرا بدلا من التمييز ( Resolutions )، لان التمييز العالي يوفر لك دقة افضل في الأحجام الكبيرة للصورة والتي قد يزيد حجمها عن A4.

- اهتموا بوجود ( Viewfinder ) في الكاميرا لكونه يوفر لك رؤيا افضل من شاشة الكاميرا الخلفية ويسهل عليك التكوين الجيد للمشهد.

 

وتذكروا ان معظم الكاميرات يمكن لها ان تعطي صورة افضل من التي صورتها !

اما لمن يتسائل لماذا الكاميرات الحديثة ذات التمييز العالي، صورها افضل وأجمل ؟

فالجواب الصحيح ليس بسبب التمييز العالي لهذه الكاميرات وأنما لأسباب اخرى منها يتعلق بقدرة الشركات على تقليل الضوضاء وجعله بالحدود الدنيا حتى مع الحساسية العالية التي توفرها الكاميرات الحديثة. هذا بالاضافة لتوفر تقنية تقليل تأثير الاهتزاز من خلال الكاميرا نفسها او من خلال العدسة وكذلك وجود توازن لوني افضل من السابق.

 

( طبعا كل ما ذكرته هنا ليس له اية علاقة بتصوير الفيديو على الرغم من وجود بعض المشتركات )

صور مرفقة

مشاركة الخبر

التعليق بالفيس بوك

التعليقات