مصوّر السفر بالاني موهان: الأفكار هي أثمن ما نملك
تاريخ الاضافة:الخميس 11 شباط / فبراير 2021 03:21 مساءً عدد الزيارات:2889
"اللوحات التي أبدع فيها كبار الرسامين تركت في داخلي أثراً كبيراً، وألهمتني الكثير من الأشياء، فهي فسحة من جمال نستطيع خلالها أن نتعرف على رحلة الحياة والموت بكلّ تفاصيلها وتجلّياتها، نرى العيون، ونلمس الصبر، ونختبر الأحاسيس، لقد أثّرت في داخلي تلك الرسومات لعقود، ومنحتني القدرة على إيجاد الأفكار التي هي أثمن ما نملك".
هذا ما قاله مصور السفر الأسترالي الهندي "بالاني موهان"، خلال حوار ملهم بعنوان "ولادة الأفكار"، عقد ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، تطرق خلاله للحديث عن مكامن الأفكار، والعوامل التي تسهم في استنهاضها، كما استعرض اثنين من كتبه المصوّرة "ماء وهواء"، و"الصيد مع النسور – في مملكة الكازاخ المنغولية".
وتحدّث موهان، الذي صدر له ستّ مؤلفات مصورة، عن رحلته في مجال التصوير الفوتوغرافي وأثر المدن عليه حيث تناول الدور الذي لعبته "هونغ كونغ" في تشكيل وعيه لالتقاط العديد من الصور التي ضمّها في كتابه "ماء وهواء"، حيث أشار إلى أنه كان يستطيع أن يرى السحب وهي تسبح تحته من مكان سكنه، ما دفعه لأن يلتقط صوراً مليئة بالتكوينات البصرية التي شكّلتها الطبيعة مستخدماً فيها بصمة لونية مميزة وهي اللون الرمادي.
ويصف موهان علاقته بهونغ كونغ بقوله:" في هذا المكان يمكنك أن تستشعر الحركات، الصمت، والحزن، تلمح التفاصيل الكامنة في جمال الطبيعة، هذا الجمال الذي يولّد قوّة، ولمدينة هونغ كونغ طاقة كبيرة فهي قادرة على أن تجذب المصوّر وتسحره بما تملك من قدرات وجماليات متعددة، قادتني لألتقط العديد من الصور التي ضمنتها في كتاب أردت أن يكون عنوانه (تلك الطاقة)".
واستعرض موهان مقطعاً مصوّراً من الكتاب الذي يأتي عنوانه كترجمة حرفية لمصطلح "فنغ شوي" بالإنجليزية، وهو مصطلح صيني يعني فنّ التناغم والتأقلم مع عناصر البيئة المحيطة والطاقة التي تمثّل المنازل والأبنية والأثاث وكلّ ما يمكن أن يؤثر على حياة وصحة الإنسان الجسديّة والذهنية، إذ استطاع المصور وببراعة أن يصف كلّ تلك العوامل بشكل سردي بصريّ متقن نقل خلاله معالم المدينة الساحلية المفعمة بالطاقة والسحر ضمن لقطات متنوعة امتازت بتكويناتها البصرية ووحدة اللون الرمادي.
ومن هونغ كونغ انتقل موهان خلال الحوار إلى جبال التاي، وهي سلسلة جبال تربط روسيا والصين وكازخستان ومنغوليا معاً، قمم جبلية شاهقة تحتضن بدواً اشتهروا بتربية مواشيهم بالقرب من تخوم هذه الجبال غرب منغوليا رفقة نسور ذهبية، ليروي أثر تلك الزيارة التي قام بها للمكان ودفعته لالتقاط صورٍ ضمّنها كتابه " الصيد مع النسور – في مملكة الكازاخ المنغولية".
وقال موهان:"اختبرت الكثير من القصص في منغوليا عندما كنتُ أعمل مع واحدة من أكبر الصحف حول العالم -هيرالد تريبيون-، وفي يوم من الأيام شاهدت رجلاً يحمل بين ذراعيه نسراً ذهبياً، وكان عمري آنذاك 18 عاماً، أسرتني تلك اللحظة، وقادتني بعد 30 عاماً للعودة من جديد إلى تلك الجبال حيث كان يقام مهرجان خاص للنسور، وكان الشتاء قاسياً، ولكني ذهبت إلى تلك الجبال والتقطت العديد من الصور".
وتابع:" خلال رحلتي تلك قال لي أحد البدو وخبير الصيد بالنسور، عليك أن تكون فضولياً، فالفضول هو الذي يدفع لالتقاط أجمل الصور، وهذا ما فعلته، لقد قادني الفضول للوصول لأجمل الصور، وبعد كلّ تلك الرحلات والخبرات التي مررت بها تأكدت بأن الحزن والفرح وكلّ ما نراه في الحياة هو مصدر لجميع الأفكار التي نحملها".