صحيفة عرب فوتو ترحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

الاثنين 10 ربيع الثاني 1446هجري

14 تشرين أول / أكتوبر 2024ميلادي

11:06:03 مساءًمكة المكرمة

الأقسام

( جرعة الجمال ) مقال للاستاذ الدكتور إياد حسين عبد الله

تاريخ الاضافة:الثلاثاء 15 آذار / مارس 2022 03:47 مساءً عدد الزيارات:3109
( جرعة الجمال ) مقال للاستاذ الدكتور إياد حسين عبد الله

( جرعة الجمال )

 

بقلم: أ.د إياد حسين عبدالله

 
هل يمكننا تناول جرعة من الجمال كجرعة الدواء، بحثا عن الشفاء.…؟
يحتاج الانسان الى الجمال طيلة سنين حياته على شكل جرعات تغذي الجانب الوجداني، فضلا عن الجانبين المعرفي و المهاري. هذه الجوانب تمد الانسان بطاقة عقلية ونفسية وروحية وجسدية تمكنه من التوازن والاستمرار والنجاح والتميز ….
وجرعة الجمال هنا ليست هدفا، وانما وسيلة لتحقيق المتعة واللذة و صولا الى الرضا، اعلى مراتب السعادة … والجمال كما هو شائع، ليس مجرد صور او مناظر جميلة نتطلع إليها، وانما يشمل مفردات كثيرة جدا من حياتنا اليومية.
وهو على نوعين:
الاول : جمال معنوي غير حسي، مثل كل القيم النبيلة في الصدق والوفاء والامانة والاخلاص والحق والخير… الخ او الافكار الايجابية الجميلة والمعرفة التي تفتح افاقا مشرقة امام الانسان ، اي ان جرعة الجمال هنا تخاطب الفكر والسلوك والعمل وتعالجهم
، وتمثل القيم العليا في الانسان في الفضيلة والحق والخير. وبما تجعله يحصل على المتعة واللذة الفكرية والنفسية والروحية وصولا الى الطمانينة والرضا.
الثاني: جمال مادي حسي تدركه الحواس الخمس، فكل ما نبصره او نشمه او نتذوقه او نلمسه او نسمعه، جمال يؤدي الى المتعة واثارة اللذة وصولا الى الرضا. اي ان جرعة الجمال قد تكون في وجبة طعام لذيذة او معزوفة موسيقية او عطر نفاذ او ملمس ناعم ورقيق او صورة جذابه وخلابه. ولا يخفى ما لهذه المفردات من ضرورة في حياتنا اليومية.
و لنتأمل هنا، هل يمكن للشخصية السوية ان تستغني عن اي من جرعات الجمال المعنوي او الجمال المادي، وبالتالي ما هو مصير الانسان الذي حرم المتعة واللذة والرضا …؟
رغم اننا كبشر نحتاج جميعا جرعات الجمال بنسب متوازنة في كل الاوقات، تجعلنا نحيا في البيئة التي نتواجد فيها بسلام، الا ان كثير من المجتمعات والافراد لا تحصل على الحد الادنى من جرعات الجمال بل حرمت منها لاسباب عديدة، بما يؤدي الى ضعفها وهوانها.
وكما الدواء، فان الافراط في جرعات الجمال يخل بتوازن الانسان ، ورغم ذلك دأبت العديد من المجتمعات على الافراط في تناول جرعات الجمال المعنوي، وجعلت من قيمه العليا مباديء في حياتها لا تحيد عنها، بما جعلها في مصافي الامم المتقدمة، بينما كان الاسراف في بعض جرعات الجمال المادي، سببا في النزوع نحو الغرائز الحيوانية لدى العديد من الافراد والمجتمعات. وهنا انا لا اقلل من اهمية الجمال الحسي، بل الافراط فيه، فالاسراف في متعة الطعام ولذته قد تؤدي الى القبح او المرض او الهلاك، كما ان الحرمان من الجمال المعنوي يؤدي الى التخلف والجهل والضعف.
وهنا … ربما يحتاج كل منا البحث عن علته ومعرفتها، لياخذ جرعة الجمال التي تشفيه.
14 آذار 2022

صور مرفقة

مشاركة الخبر

التعليق بالفيس بوك

التعليقات