صحيفة عرب فوتو ترحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

الاثنين 23 جمادى الأولى 1446هجري

25 تشرين ثاني / نوفمبر 2024ميلادي

01:20:59 مساءًمكة المكرمة

الأقسام

المصور و لغة التواصل ما بين المشهد و المتلقي ج -1

تاريخ الاضافة:الخميس 04 آب / أغسطس 2016 10:20 مساءً عدد الزيارات:3726
المصور و لغة التواصل ما بين المشهد و المتلقي ج -1

الجزء الاول

   يوسف الحوسني

خاص لعرب فوتو

 

التواصل فن وذوق ، فكيف تستمع ، كيف تسأل ، كيف تخاطب وكيف تكتب كل ذلك من أنواع التواصل . و التواصل عادة ما يكون بين طرفين . و سوف يكون هذا المقال عبارة عن مدخل بسيط فقط لتسليط الضوء على هذه المهارة المهملة .

لكي أبداء من نقطة ثابتة في هذا الموضوع و تكون مرجع لعمل معيار نقيس عليه مدى جودة التواصل،  سوف أتكلم عن موضوع التواصل بثلاثة عناصر مرتبطة ببعضها وهي

( التعريفات ، الصعوبة و الالتزام )

 

التعريف  أمرٌ لا بد منه  هنا :

(التواصل  ) كونه حوار بين أثنين ، كان من الضروري بمكان أن يفهم كل طرف مقصود الاخر ، ولا يمكن إزالة ستار ( سوء الفهم )  و تبديد غبش ( الظن السيء ) إلا عن طريق فهم التعريفات المصاحبة ومعاني الكلمات المستخدمة  ليحصل الفهم التام من مراد المرسل أو المتكلم .

الصعوبة عنصر مهم جدا و تأثيره فاعل على نقل واستقبال المعلومة مما يسبب عائقا فعليا على ( سير المحادثة بين الطرفين ) الأمر الذي يقود إلى تنشيط ( الشك ) و تغليب ( الهوى ) بدلا من ( اليقين و الوضوح ).

الالتزام  يعني أن أفعل ما هو صحيح  فلا أترك الأهواء تتحكم بالمشاعر لتكون ردة فعل مبالغ فيها .

{ ومن هنا اول  ما أبدأ به هو تعريف ما هو التواصل . هو فن توصيل المعلومة .}

-المصور و المشهد -

تلك المشاعر الكامنة في أعماق نفس المصور  تجاه ذاك الجمال الطبيعي الذي أودعه  الخالق البديع جل جلاله) قال الله جل جلاله ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ*) كلها وسائل تلقي و نقل للمعلومة ، فتبارك الله آحسن الخالقين.

إن من أهم واجبات المصور في مهارة التصوير هو تضمين المشاعر في الصورة ، كيف يستطيع أن  ينقل و يدمج المشاعر التي احس بها أثناء مشاهدته للمنظر و جمال المنظر الطبيعي المراد تصويره ؟

هذا الأمر يتطلب من المصور تعلم مصطلحات و فهم عمل الألة ، و ضبط أمور التكوين وقراءة المشهد من حيث التعريض و اختيار كادر الصورة  المناسب ، و بهذا فإن المصور قد أبعد كل ماهو صعب و عائق في طريقه و عليه آن يلتزم بوضع خطة تطوير له ، و بقدر سيطرة  المصور و توظيفه للمعدات بقدر ما يكون تواصله مع المشهد أكبر و أعمق  ، فيتكون إحساس  ورابط  فني يسهل على المصور ترجمته لصورة نابضة فيها عوامل جذب لعين المتلقي ، لتلاعب مشاعره ، ليتحقق بذلك نوعا من أنواع التواصل المنشود .

إن توظيف العدسة المناسبة ،  بشكل صحيح و اختيار عمق الميدان  المناسب  وأخذ اللقطة في اللحظة المناسبة يعني نجاح محقق في توصيل معلومة بشكل صحيح.

- فكر المصور و تواصله مع الوسط المحيط ( من آبسط تعاريف الفكر هو(  مشاعر و واقع )

متى كان ارتباط المصور بالوسط المحيط كبيرا و عميقا كان تواصله و تفاعله على ذلك القدر  ، فالوسط المحيط من بشر و جماد و حيوان و لون و طير إلخ  ….كل ذلك يمثل واقعا  ذو معنى للمصور و هو يتفاعل بمشاعره و احاسيسه مع ذلك الواقع .

فالبنيان مثلا جماد ، فمن كانت تربطه علاقة بذلك البنيان تراه يتأثر به  و يتفاعل بمشاعره و وجدانه ، لدرجة كبيرة قد تهيج الآشجان فتهل العبرة من العين و تبدو حالات الحزن على الوجه . وهذا النوع يكون - غاية -  التأثر ولهذا كان الشاعر حينما يمر بمثل هذا الموقف قصد و عبر بمشاعر  واحاسيس صادقه  ،  فتكون آبياته عبارة عن صورا تترك آثرا في نفس المتلقي لدرجة آنه يحفظها و يورثها لمن بعدة .

وعليه فإن المصور الفوتوغرافي الذي يتفاعل مع الوسط المحيط به لا يقل درجة عن الشاعر . إن الطاقة الكامنة من ذكريات و قصص في المكان تلهب مشاعر المصور فتفجر فيه طاقات الإبداع و العبقرية ،  ليخرج بصورة نابضة  .البيئة المحيطة  ومدى تواصل المصور معها يعني بكل تاكيد صورا تجبر المتلقي على الوقوف عندها زمنا آطول .

قال آلمتنبي ( بَليتُ بِلى الأطْلالِ إنْ لم أقِفْ بها … وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التُّرْبِ خاتمُهْ ).

المصور و المتلقي  (  ثقافة الصورة )

لكل مصور فلسفته الخاصة و شخصيته التي تميزه عن أقرانه ،  ولا خلاف على ذلك  في حالة أن الصورة لن تخرج لعين المتلقي . وفي حالة  لو خرجت فمن الضروري أن يعرف المصور بأن هناك طرفا أخر، له فلسفته و شخصيته كذلك ، ومن الضروريات في هذه الحالة أن يكون هناك نوعا ما من التعريفات التي من شانها بأن تضمن للمصور و المتلقي ذلك التواصل ، حتى ولو وصل الأمر للكتابة عن الصورة ، فبرغم أن ( النص يقيد الصورة ) إلا أنه قد يكون نوعا من أدوات الشرح التي تجعل جسر التواصل ممدود بين الطرفين ، فقراءة الصور فن قد لا يجيده المتلقي و حينها يأتي دور الصعوبة ، والذي قد يتسبب في منع وصول المعلومة بالشكل الصحيح  فينعدم التواصل   بين المتلقي والصورة ،  ، يكون غير ملتزم بقواعد فن قراءة العمل الفني الآمر الذي قد يجعله يتصرف بردة فعل غير متوقعه . كآن يتلفظ بسخط على العمل آو يتطاول على المصور .

صور مرفقة

مشاركة الخبر

التعليق بالفيس بوك

التعليقات