المصور و لغة التواصل ما بين المشهد و المتلقي ج -1
تاريخ الاضافة:الخميس 04 آب / أغسطس 2016 10:20 مساءً عدد الزيارات:3726الجزء الاول
يوسف الحوسني
خاص لعرب فوتو
التواصل فن وذوق ، فكيف تستمع ، كيف تسأل ، كيف تخاطب وكيف تكتب كل ذلك من أنواع التواصل . و التواصل عادة ما يكون بين طرفين . و سوف يكون هذا المقال عبارة عن مدخل بسيط فقط لتسليط الضوء على هذه المهارة المهملة .
لكي أبداء من نقطة ثابتة في هذا الموضوع و تكون مرجع لعمل معيار نقيس عليه مدى جودة التواصل، سوف أتكلم عن موضوع التواصل بثلاثة عناصر مرتبطة ببعضها وهي
( التعريفات ، الصعوبة و الالتزام )
التعريف أمرٌ لا بد منه هنا :
(التواصل ) كونه حوار بين أثنين ، كان من الضروري بمكان أن يفهم كل طرف مقصود الاخر ، ولا يمكن إزالة ستار ( سوء الفهم ) و تبديد غبش ( الظن السيء ) إلا عن طريق فهم التعريفات المصاحبة ومعاني الكلمات المستخدمة ليحصل الفهم التام من مراد المرسل أو المتكلم .
الصعوبة عنصر مهم جدا و تأثيره فاعل على نقل واستقبال المعلومة مما يسبب عائقا فعليا على ( سير المحادثة بين الطرفين ) الأمر الذي يقود إلى تنشيط ( الشك ) و تغليب ( الهوى ) بدلا من ( اليقين و الوضوح ).
الالتزام يعني أن أفعل ما هو صحيح فلا أترك الأهواء تتحكم بالمشاعر لتكون ردة فعل مبالغ فيها .
{ ومن هنا اول ما أبدأ به هو تعريف ما هو التواصل . هو فن توصيل المعلومة .}
-المصور و المشهد -
تلك المشاعر الكامنة في أعماق نفس المصور تجاه ذاك الجمال الطبيعي الذي أودعه الخالق البديع جل جلاله) قال الله جل جلاله ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ*) كلها وسائل تلقي و نقل للمعلومة ، فتبارك الله آحسن الخالقين.
إن من أهم واجبات المصور في مهارة التصوير هو تضمين المشاعر في الصورة ، كيف يستطيع أن ينقل و يدمج المشاعر التي احس بها أثناء مشاهدته للمنظر و جمال المنظر الطبيعي المراد تصويره ؟
هذا الأمر يتطلب من المصور تعلم مصطلحات و فهم عمل الألة ، و ضبط أمور التكوين وقراءة المشهد من حيث التعريض و اختيار كادر الصورة المناسب ، و بهذا فإن المصور قد أبعد كل ماهو صعب و عائق في طريقه و عليه آن يلتزم بوضع خطة تطوير له ، و بقدر سيطرة المصور و توظيفه للمعدات بقدر ما يكون تواصله مع المشهد أكبر و أعمق ، فيتكون إحساس ورابط فني يسهل على المصور ترجمته لصورة نابضة فيها عوامل جذب لعين المتلقي ، لتلاعب مشاعره ، ليتحقق بذلك نوعا من أنواع التواصل المنشود .
إن توظيف العدسة المناسبة ، بشكل صحيح و اختيار عمق الميدان المناسب وأخذ اللقطة في اللحظة المناسبة يعني نجاح محقق في توصيل معلومة بشكل صحيح.
- فكر المصور و تواصله مع الوسط المحيط ( من آبسط تعاريف الفكر هو( مشاعر و واقع )
متى كان ارتباط المصور بالوسط المحيط كبيرا و عميقا كان تواصله و تفاعله على ذلك القدر ، فالوسط المحيط من بشر و جماد و حيوان و لون و طير إلخ ….كل ذلك يمثل واقعا ذو معنى للمصور و هو يتفاعل بمشاعره و احاسيسه مع ذلك الواقع .
فالبنيان مثلا جماد ، فمن كانت تربطه علاقة بذلك البنيان تراه يتأثر به و يتفاعل بمشاعره و وجدانه ، لدرجة كبيرة قد تهيج الآشجان فتهل العبرة من العين و تبدو حالات الحزن على الوجه . وهذا النوع يكون - غاية - التأثر ولهذا كان الشاعر حينما يمر بمثل هذا الموقف قصد و عبر بمشاعر واحاسيس صادقه ، فتكون آبياته عبارة عن صورا تترك آثرا في نفس المتلقي لدرجة آنه يحفظها و يورثها لمن بعدة .
وعليه فإن المصور الفوتوغرافي الذي يتفاعل مع الوسط المحيط به لا يقل درجة عن الشاعر . إن الطاقة الكامنة من ذكريات و قصص في المكان تلهب مشاعر المصور فتفجر فيه طاقات الإبداع و العبقرية ، ليخرج بصورة نابضة .البيئة المحيطة ومدى تواصل المصور معها يعني بكل تاكيد صورا تجبر المتلقي على الوقوف عندها زمنا آطول .
قال آلمتنبي ( بَليتُ بِلى الأطْلالِ إنْ لم أقِفْ بها … وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التُّرْبِ خاتمُهْ ).
المصور و المتلقي ( ثقافة الصورة )
لكل مصور فلسفته الخاصة و شخصيته التي تميزه عن أقرانه ، ولا خلاف على ذلك في حالة أن الصورة لن تخرج لعين المتلقي . وفي حالة لو خرجت فمن الضروري أن يعرف المصور بأن هناك طرفا أخر، له فلسفته و شخصيته كذلك ، ومن الضروريات في هذه الحالة أن يكون هناك نوعا ما من التعريفات التي من شانها بأن تضمن للمصور و المتلقي ذلك التواصل ، حتى ولو وصل الأمر للكتابة عن الصورة ، فبرغم أن ( النص يقيد الصورة ) إلا أنه قد يكون نوعا من أدوات الشرح التي تجعل جسر التواصل ممدود بين الطرفين ، فقراءة الصور فن قد لا يجيده المتلقي و حينها يأتي دور الصعوبة ، والذي قد يتسبب في منع وصول المعلومة بالشكل الصحيح فينعدم التواصل بين المتلقي والصورة ، ، يكون غير ملتزم بقواعد فن قراءة العمل الفني الآمر الذي قد يجعله يتصرف بردة فعل غير متوقعه . كآن يتلفظ بسخط على العمل آو يتطاول على المصور .