صحيفة عرب فوتو ترحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

الاثنين 23 جمادى الأولى 1446هجري

25 تشرين ثاني / نوفمبر 2024ميلادي

01:49:02 مساءًمكة المكرمة

الأقسام

صورة و حدث : قراءة للفنان عادل ازماط

تاريخ الاضافة:الأحد 04 أيلول / سبتمبر 2016 03:35 مساءً عدد الزيارات:3799
صورة و حدث : قراءة للفنان عادل ازماط

عرب فوتو

النص : عادل أزماط.

 الصورة : Jim Damaske.

تفتح هذه الصورة لمشاهدها أبوابا كثيرة من الفهم و ربما بشكل خاص بابا على " الإيحاء الجنسي ", و الحقيقة أننا بصدد حدث بسيط سيتحول إلى أيقونة فوتغرافية بطلها عنصران مهمان, الفتاة و القاضي و لعل حركة الفتاة " غير العادية " و ملامح القاضي هما مصدر قوة الصورة. كيف ذلك ؟ 
في ليلة من ليالي فلوريدا الأمركية ( مقاطعة بينيلاس) سنة 1983, سيلقي شرطان سريان القبض على 3 فتيات من راقصات النوادي الليلة و ستقدمن للمحاكمة بتهمة خرق قانون مكافحة العري, و ستقف واحدة منهن و هي Molly Moorhead أمام القاضي David Demers, ليبت في قضيتهن و في التهمة الموجهة إليهن, المثير في القضية أن مولي ( 20 سنة ) لم تجد طريقة للدفاع عن نفسها و عن صديقتيها من أجل إقناع القاضي سوى الإنحاء و رفع تنورتها القصيرة حتى تظهر له أن تبّانها كبير و لا يظهر أي شيء من مناطقها الحساسة. لم يجد القاضي أمام دهشة كل من في قاعة المحكمة و تفاجئه بالطريقة التي دافعت بها مولي عن نفسها سوى إخلاء سبيلهن و رفض الدعوى لعدم إكتمال شروط التهمة. 
كل الأمور قد كانت لتمر بطريقة عادية لكن تواجد المصور المتعاون مع مجموعة من الجرائد و المجلات الأمريكية Jim Damaske سيحول هذه الصورة إلى أيقونة في تاريخ التصوير الفوتغرافي, فقد انتشرت الصورة في كل أنحاء الولايات المتحدة ثم إلى باقي العالم, و نشرت في أهم المجلات و الجرائد و حتى الكتب التي تتحدث عن تاريخ التصوير الفوتغرافي الصحفي, و فازت بالكثير من الجوائز. 
توفق المصور في اختياره لهذه الزاوية حيث جمع عناصر القوة في الصورة, 1- الفتاة : انحناءتها, تبانها الأسود الظاهر, و غياب وجهها زاد من قوة الصورة, تواجدها في مركز الصورة ما يعطيها قوة و مساحة أكبر. ما يعطي تأثيرا أكبر على المتلقي من أجل استمالته و ربح تعاطفه. خلق الحدث و توجيه نظر المتلقي إلى القاضي في انتظار ردة فعله.., 2- القاضي : تعابير وجهه و اختلاط الوقار المعهود في القضاة بالمفاجأة و هو يطالع بإنتباه حركة الراقصة خلف طاولته, اختار له المصور التواجد في هامش الصورة, متجها بنظرته إلى وسط الصورة ( حيث توجد الفتاة - الموضوع الرئيسي -). في الصورة إذن ثنائية جميلة, بين الفعل و رد الفعل, بين القانون و الحرية, بين الرجل و المرأة, بين القاضي و المتهم, بين جيل الشباب تمثله الفتاة و جيل الشيوخ و الكبار يمتله القاضي, بين الجسد الحاكم و الجسد المحكوم, بين رغبة التحرر و رغبة السيطرة.., إنها ثنائيات في الإتجاهين معا. 
إن تحليل هذه الصورة لا يمكن إلا عبر ربطها بسياقها التاريخي, فهي تحتاج دائما إلى توضيح و تذكير بحيثياتها حتى لا تفتح كما قلنا في البداية بابا من أبواب الفهم الخاطئ. تبقى الصورة الفوتغرافية إذن, مهما انتهى الحدث الذي التقطت فيه, قائمة, و حية, و وثيقة مفتوحة على الدراسة الفنية و الإجتماعية و التاريخية, فالمصور و خاصة الصحفي هو كاتب للتاريخ بشكل أو بآخر. 
 

 

صور مرفقة

مشاركة الخبر

التعليق بالفيس بوك

التعليقات