الطمأنينة و أهميتها عند ألتقاط الصورة - بقلم يوسف الحوسني
تاريخ الاضافة:الخميس 27 تشرين أول / أكتوبر 2016 07:26 صباحاً عدد الزيارات:997
خاص لعرب فوتو
يوسف الحوسني
الامارات العربية المتحدة
عدم حضور الذهن في لحظة التصوير ، أو شروده لزمن غير اللحظة التي هو فيها ، يسبب قلقا و تشويش للمخ ، مما يزيد من تدفق الهواء ( التنفس ) بكمية غير منتظمة الأمر الذي تنعكس نتائجه سلبا على التقاط الصورة .
من امثلة هذا التشويش فيما يلي :
· عدم ملاحظة العين للتفاصيل في المشهد .
· نسيان بعض المعرفة التقنية ( إعدادات القمرة ) و الفنية ( إرشادات التكوين ) أثناء التصوير .
· العجلة و عدم إتقان العمل .
عملية تنظيم الهواء و التحكم به تفرض نوعا من التركيز ، و كذلك يجعل الذهن حاضرا ،
من الضروري حينما يمسك المصور بالقمرة أن يستذكر هذه المعلومة .
معلومة
هنالك دراسات تشير إلى أن المخ يصدر إشارات مختلفة بحسب حالة الإنسان فمثلا عند الغضب يصدر المخ ذبذبات بقيمة (13ـ 60 ذبذبة في الثانية على مقياس هرتز ) و تسمى - بيتا - و يمكن تخفيفها بالتأمل والاسترخاء وممارسة تمارين التنفس ، وفي حالة الاسترخاء ( البعد عن مسببات التوتر و القلق ) . تكون تلك الذبذبات ما بين 7 ـ 13 ذبذبة في الثانية على مقياس هرتز. وتسمى - ألفا - وعند التعب بعد المجهود اليومي المبذول ، تكون الذبذبات ما بين 4ـ7 ذبذبة في الثانية على مقياس هرتز . و تسمى - ثيتا - أثناء حالة النوم العميق ، تكون الذبذبات منحصرة ما بين 0 ـ 4 ذبذبة في الثانية على مقياس هرتز . و تسمى - دلتا -.
لو لاحظنا بأننا في حالة اليقظة كلما كنا قريبين من مقدار ذبذبة ألفا ، كنا أكثر تركيزا و نشاطا . و المحافظة على هذا المستوى يتطلب معرفة و تحكم بالمشاعر و التحديات التي من حولنا . لذا فإنه من الضروري جدا لمن أراد أن يلتقط صورة أن يتنبه لمثل هذه الأمور .
تهيئة النفس للطمأنينة عند ألتقاط الصورة
معرفتك بهذه الأمور المذكورة تُسهل عليك فهم المعوقات الغير محسوسة والسيطرة عليها ، فإدارة المخاطر تبدا أولا بمعرفة ما هو الخطر ومن ثم تحديده مكامنه و عليه وضع خطة لعلاجه أو لتحييده أو إزالته .
الأمور التي تساعد في علاج تلك المخاطر ما يلي :
· معرفة ما تريد فعله ، ماذا تصور ؟ و لماذا تصور ؟ هذا سوف يجعلك تخطط و ترسم و تكتب .
· إطالة النظر للمشهد ، فإن ذلك يضمن للنظر بإدخال كمية كبيرة من البيانات للذاكرة لتكوين الصورة .
· التقاط أكثر من صورة و أكثر من زاوية ، و بهذا أنت لا تحُسن المشهد و لكن تجعله يبدو مغايرا .
· التركيز في عملية التصوير نفسها ، وعدم السماح للتفكير بأمور خارجية ليست ضرورية .
المعرفة من ممكنات الطمأنينة :
يقال الناس أعداء ما جهلوا ، هذا ملاحظ ، و عدم المعرفة ترفع التوتر مما يسبب تدفق الهواء بطريقة غير منتظمة قد تُصل الفرد لمستوى الغضب ....حينها لا يكون تركيز أو إتقان . فيعمى القلب ، وبالتالي لا تستفيد الذاكرة مما ينقله البصر للمخ ، فكلما كانت ثقافتك الفنية و التقنية أكثر كلما كانت فرص الحصول على صورة ناجحة أكبر .
أنت لا غيرك من يجلب الطمأنينة لنفسك .
أخي المصور ، و أنت تحمل تلك المعدات في ذلك الوقت من حياتك ( عمرك الغالي ) حاول أن لا تتهاون بما تقوم به ، لأنك لا تدري لعلك تلتقط صورة يكون لها شأنٌ ما ، تغيير واقعا أو تلفت انتباها فتكون قد قمت بواجبك وأديت رسالتك بإحسان . ولا يكون ذلك إلا بحصول الطمأنينة التي تجعلك واعيا مدركا مركزا .
مجرد ملاحظة :
قد تكون شركة سوني (Sony alpha) في تسميتها لبعض من كاميراتها و وضع رمز ( الفا ) لهذا السبب .
اللهم اجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه