صحيفة عرب فوتو ترحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

السبت 18 شوال 1445هجري

27 نيسان / أبريل 2024ميلادي

02:53:56 صباحاًمكة المكرمة

الأقسام

كي يكتمل معنى الصورة عليك بهذه الصيرورة

تاريخ الاضافة:الثلاثاء 30 حزيران / يونيو 2020 08:14 مساءً عدد الزيارات:2008
كي يكتمل معنى الصورة عليك بهذه الصيرورة

 

يوسف الحوسني

الامارات

- العناصر  العامة في الصورة وحيثياتها

( توزيعها و مدى ترابطها كنسق يكمل بعضة بعضا ) فمكان العنصر في الكادر وظهوره بشكل تام يعطي المتلقي معلومة وافيه للتمعن كما لو تم تصوير العنصر من زاوية غير إعتيادية ليظهر جابنا مختلف مما يسمح للمتلقي بأن ينظر بتمعن أعمق.

فالصورة ليست إعتباطية المبنى إنما هي مماثله !

فمثلا الشجرة في الصورة مماثلة حقيقية وليست شيء أخر يدل على الشجرة. وهذا يعني بأن صورة العنصر تختزل في مظهرها الأسم والمعنى الدالان عليها كما تختزل الظرف الزماني والمكاني.

فالصورة بعناصرها . فالعناصر بمثابة الحروف و تنسيقها بمثابة الجُمَل في الكتابة. وما يكون ضمن إطار الصورة فهو عنصر . اللون والشكل والظلال والضوء  بما في ذلك الكتل الفراعيه.

 

- المعاني و الدلائل المتضمنة

معاني العناصر ، الشجرة في ظاهر شكلها تعني نوعا من النباتات كما أن لها دلالة وهي الحياة . فكثيرا ما يعبر عن مفهوم دورة الحياة بالشجرة ، إذاً فالشجرة تحمل معني شكلي وهو نبات و معن عميق يتظمن مفهوم الحياة .وتحمل معاني كثيرة أخرى . اللون كذلك فاللون الأحمر في ظاهر شكله هو صبغ ، لكن يحمل معنى يعبر به عن الدم أو الغيرة و معاني أخرى يرمز لها اللون الأحمر . الشكل فالدائرة من حيث الرسم  لها شكل محدد ولكن تحمل معاني كثيرة ترمز لها منها يقال يدور في دائرة مفرغه ! وهي لا حدود لها وغيره من معاني ، الخط الطولي يرمز لمفهوم الشموخ مثلا وهكذا الخطوط الاخرى لكل نوع منها مدلول.

فمن مجموع تلك المؤشرات  والرموز ينظر لمجموعها و ما تدلل عليه من مضامين و معاني لتعطي الصورة مفهوم الفكرة أو مقصود المصورالفوتوغرافي في هذا العمل .

 

- عبقرية المصور الفوتوغرافي

إظهار جانب التقنيات و أخرج العمل مكتمل الجوانب من حيث درجة الوضوح و سلامة المظهر و خلو الكادر من الشوائب مع إظهار جانب الجماليات في العمل كوحدة متناسقة الشكل متحدة المعنى. كما أن توليف عناصر متعددة الاشكال و المعاني و تنسيقها في تكوين جمالي ذو مدلول فكري يدل على مدى عمق نطرة المصورالفوتوغرافي و حجم ثقافته .

 

إن التنبه لموضوع البلاغة في الصورة مهارة تحتاج لممارسة وتدريب فالعين الناظرة مهمتها أن تنقل الإشارات والبصر يبصر الأجسام والبصيرة ترى المعني فكل خصلة من هذه الخصال مسؤلية عن جزء من أجزاء فهم بلاغة الصورة . وقد لا تدرك مهارة التنبه لبلاغة الصورة الا بعد زمن وأمد و مثابرة في تحصيل ثقافة بصريه منفتحة على ثقافات مختلفة.

ومثل الفنون الاخرى كالأدب مثلا فإن بلاغة الشعر تحتاج مهارة فهم و نباهة فكر لتذوق معنى الوصف المقصود. فمثلا الشاعر أبوالطيب المتنبي وهو أحد ما جادت به الدنيا بفضل الله يقول:

من قصيدة له مطلعها

أَنا لائِمي إِن كُنتُ وَقتَ اللَوائِمِ ... عَلِمتُ بِما بي بَينَ تِلكَ المَعالِمِ

فانظر لهذا الوصف الدقيق وكأن تشاهد لوحة مرسومة أو صورة ملتقطة بأجود المُعدات .

 

تَمُرُّ عَلَيهِ الشَمسُ وَهيَ ضَعيفَةٌ ... تُطالِعُهُ مِن بَينِ ريشِ القَشاعِمِ

إِذا ضَوؤُها لاقى مِنَ الطَيرِ فُرجَةً ... تَدَوَّرَ فَوقَ البَيضِ مِثلَ الدَراهِمِ

 

صور مرفقة

مشاركة الخبر

التعليق بالفيس بوك

التعليقات