خطف المصور خليل المنصوري جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، التي حملت شعار «التحدي» في دورتها السادسة، وفازت صورته، التي اختار لها عنوان «نساء القبيلة الأبتانية» ضمن فئة «الأبيض والأسود»، ليكون خليل الإماراتي الوحيد الذي ينال هذه الجائزة العالمية الرفيعة التي اعتبرها تتويجاً لمسيرته الفوتوغرافية، وشاهدة على إبداعه وجوهر فنه وأصالة موهبته، مؤكداً أنه يطارد اللقطات العفوية في زياراته التي شملت بقاعاً شتى من العالم.
أحمد النجار (دبي)
خلال حوار حصري مع «الاتحاد» على هامش تكريمه بالجائزة، التي وصفها بأنها تتويج لمسيرة طويلة من السعي الدؤوب والجهد الإبداعي والمثابرة والسفر والتضحية والمخاطرة بالحياة من أجل لحظة فوتوغرافية. قال المنصوري: «أشعر بفخر كبير لأن صورتي فازت من بين ربع مليون صورة تقدمت للمشاركة في هذه الجائزة بإمضاء عباقرة التصوير من مختلف بقاع الأرض».
وبينما كان المنصوري يتصفح الصور على محرك البحث جوجل، دهش لرؤية صورة عجوز أبتانية ذات أنف غريب، فقرر السفر إلى ولاية أرنتشال برديش في شمال شرق الهند بين حدود الصين ونيبال. وقال: «استغرقت رحلتي أسبوعين عشت فيهما التحدي والخطر، وحين قصدت القبيلة الأبتانية تعرفت إلى حكاية نسائها، حيث تفيد روايات بأن نساء القبيلة كنّ من أجمل نساء القبائل المجاورة ما جعلهن عرضة للاختطاف من رجال القبائل الأخرى، فاضطر أهاليهن لتخريم أنوفهن لتخفيف جمالهن وحجبهن عن الخطر». والتقط المنصوري صوراً لأولئك النساء من مختلف الأعمار.
حافظ التراث
طاف المنصوري، وهو نائب رئيس نادي صقور الإمارات للتصوير، مدناً أوروبية وآسيوية عدة، وهو يحمل عدسته من أجل اكتشاف وتوثيق حياة الناس ورصد العادات والتقاليد التي تمتاز بها بعض الشعوب، يمتلك رؤية فنية وذائقة بصرية عالية إزاء الأشياء التي تجذبه لتصويرها، ويتبنى رسائل إنسانية ينقلها للمتلقي، وقد نجح في التقاط صور من بيئات دول وحضارات مختلفة رغم التحديات والصعوبات، عبر من خلالها عن رؤيته وانطباعاته عن كل بلد قصده في سبيل نقل تلك التجارب فنياً والمشاركة فيها عبر معارض فنية مختلفة، إيماناً منه بأن الصورة هي وثيقة ثقافية حافظة لتراث الشعوب.
وعن رحلاته السياحية لمطاردة الصورة العفوية من عوالم وغابات وجبال وشوارع وأحياء شعبية، قال إن الصورة لها دور مؤثر في تحسين صورة المجتمعات في ذهن المجتمع الغربي، كما أن لها دوراً كبيراً في إبراز عادات وتقاليد عاشها الأجداد في الماضي. وأشار إلى أن الصورة أخطر من الكلمة عندما تكون مصطنعة ومأخوذة بطريقة سلبية، ولم يخف أنه يسعى أن يكون سفيراً لبلده من خلال الصورة التي ينقلها عن معالم وتراث وبيئة الإمارات إلى العالم في صور تجسد روعة الفن المعماري وتنقل الوجه الثقافي والتراثي وترصد بعض ملامح الحياة من حياة البحر وصيد اللؤلؤ والأسماك والصيد بالصقور وسباقات الهجن والحرف اليدوية.