ومضات :ذكريات الأهوار على ضفاف خليج المكسيك!
تاريخ الاضافة:السبت 21 أيار / مايو 2016 06:07 مساءً
عدد الزيارات:4350
ومضات :ذكريات الأهوار على ضفاف خليج المكسيك!
ومضات :ذكريات الأهوار على ضفاف خليج المكسيك! |
|
ما أن نشرتُ مقالي ليوم الاثنين الماضي (لا تتركوا الأهوار لوحدها!) والذي تضمن دعوة للتصويت على ضم الاهوار العراقية والمدن الاثرية الى لائحة التراث العالمي التي تعتمدها منظمة اليونسكو، حتى جاءني صوته مساء ذلك اليوم من مدينة فنس (Venice) في ولاية فلوريدا الاميركية، وهي مدينة سياحية صغيرة تقع على ضفاف خليج المكسيك، اختارها الفنان الفوتوغرافي العراقي المغترب الصديق زهير شعوني للسكن واقامة مشغله الفني في مجال الطباعة والتصميم والنشر، وليكون قريبا من البحر، ومتمتعا بمراقبة الصيادين ومنظر غروب الشمس المذهل على سواحل تلك المدينة الجميلة. كان زهير جذلا فرحا بعد قراءته المقال الذي اعاده الى ذكريات اربعين عاما مضت، وكنت أسمع ضحكته المجلجلة وهو يتذكر سفرتنا الطلابية الى الأهوار في العام 1976 وكيف سقط أحد الاساتذة الذين كانوا يرافقوننا من المشحوف الى مياه الهور، وسط دهشة الطلبة وصراخهم! غادر زهير شعوني العراق في العام 1977 مهاجرا الى مدينة ديترويت الاميركية، ثم تركها ليقيم مدة من الزمن في مدينة ساديكو بولاية كاليفورنيا، قبل ان يعود مجددا الى ديترويت ليقيم فيها حتى العام 2009 ثم ليهجرها مجددا ويحط الرحال في مدينة فينس، وقد بلغ من العمر (71) عاما وأصبح أكثر ميلا الى الهدوء والاستقرار، والانتاج الفني الناضج، والعيش على مداد الحب مع رفيقة عمله وحياته، وعلى فيض من الذكريات الجميلة في وطنه العراق، وقد فاجأني بذاكرته القوية المتقدة، وهو يحدثني عن تفاصيل سفرتنا تلك الى الاهوار، بل انه صحح لي بعض مما ذكرته في المقال من معلومات فاتت على ذاكرتي، ومنها ان الأمسية التي نظمنا فيها عرضا مصورا للشرائح الملونة (السلايدات) بعد عودتنا من الأهوار لم تكن في نادي "المشرق" كما ذكرت، انما في الحديقة الخلفية لنادي العلوية، وان الزميلة أنعام كجه جي لم تشارك في تلك الأمسية كما ذكرت، انما المذيعة مديحة معارج، وان الذي كتب التعليق على الصور هو أنا ولا أحد غيري، وقد نسيت ذلك! يقول شعوني: السفرة كانت الى هور الصحين وهور العكر تحديدا، وقد بدأت بتحرك حافلات كبيرة من مقر مديرية رعاية الطلبة والشباب التابعة لجامعة بغداد في الوزيرية وعلى متنها حوالي 70 طالبا من كليات مختلفة مع عدد من المشرفين ومدرسي التربية الرياضية، وبعد ان وصلنا الى ناحية المجر الكبير بمحافظة ميسان، كانت تنتظرنا زوارق كبيرة (طرادات) وتملكتنا الدهشة ونحن نبحر نحو المجهول وسط المياه وشوارع القصب والبردي، حتى وصلت بنا الزوارق الى جانب الفندق العائم في هور الصحين الذي بتنا فيه ثلاث ليال ساحرة ممتعة، اذ نستيقظ مع الفجر لمشاهدة منظر شروق الشمس الرائع، ثم نخرج في جولة تصويرية ونلتقي الناس البسطاء، الذين كانوا يغمروننا بكرمهم وحسن استقبالهم وحكاياتهم العفوية، وعندما عدنا تجمعت لدينا العشرات من أفلام الصور الفوتوغرافية و(السلايدات) التي نظمنا فيها عرضا هو الأول من نوعه في نادي العلوية، بعد ان تم منتجة الصور مع الموسيقى وكتابة التعليق وقراءته بمساعدة من الاذاعة حيث كانت تعمل مديحة معارج، وحضر العرض الذي انتهى باعجاب وتصفيق الجمهور عدد من الشخصيات الاجتماعية يتقدمهم المرحوم عزيز شلال عزيز وغيره من شخصيات نادي العلوية في منتصف السبعينيات. زهير شعوني لم يكتف بذلك، انما قام بارسال مجموعة صور (بالأسود والأبيض) الى بريدي الالكتروني، قام بتصويرها في رحلة لاحقة الى الأهوار مع الزميل الصحفي الراحل نصير الزبيدي رحمه الله، وسأقوم بنشر بعضها مساء اليوم مع مقالي هذا على صفحتي في "الفيسبوك". هذه الصور هي - وكما يرغب شعوني - هدية منه لدعم انضمام الأهوار الى لائحة التراث العالمي، فقلبه الكبير ما زال ينبض في وطنه الحبيب العراق وذكرياته الجميلة، ولا عبرة بجسده الضخم الممدد على ضفاف خليج المكسيك!
|
|
نقلا عن صحيفة المشرق
من ارشيف الفنان زهير شعوني
|
صور مرفقة