صحيفة عرب فوتو ترحب بكم

جاري تحميل المحتوى . . . الرجاء الانتظار

الاثنين 23 جمادى الأولى 1446هجري

25 تشرين ثاني / نوفمبر 2024ميلادي

01:38:50 مساءًمكة المكرمة

الأقسام

الطريق الى كربلاء -5- استطلاع مصور

تاريخ الاضافة:الأربعاء 23 تشرين ثاني / نوفمبر 2016 10:51 صباحاً عدد الزيارات:6245
الطريق الى كربلاء -5- استطلاع مصور

من مدرسة الحسين بن علي (ع)

تعلمت بأن أكون مظلوماً  ولا ظالماً

 

خاص لعرب فوتو

أ.د. عباس التميمي / جامعة كربلاء

الصور لفريق عيون كربلاء الفوتوغرافي

 

يردد الكثير منا هذه المقولة دون أن يغوص في أعماقها ، فماهي الدلالات لهذه المقولة ، أن أكون مظلوماً  ؟ هل بمعنى أن أكون على درجة من الضعف واليأس والخنوع  والعبودية ، والسير بجانب الجدران ؟ هل الإمام الحسين إلى درجة من الضعف بحيث يطلق هذه المقولة على نفسه ليرددها الضعفاء ؟ . أم هي تعني العمق الفلسفي التي تحتضنه هذه المقولة ؟ .

المظلوم في نظر أهل البيت عليهم السلام  ليس الضعيف بل هو القوي بالأيمان الضعيف أمام قدرة الله التي خلقت كل شيء ومن ضمنها الأنسان الذي هو ضعيف بقدرته الجسدية ، القوي بقدرته العقلية ، لذلك أطلقت هذه المقولة الإنسانية ، لكي لا يتحول الإنسان إلى وحش يقتل كل من حوله بما يمتلك سواء من أشياء مادية ، أو توظيف الشيطان لعقله من خلال أعمال الغدر والخيانة وغيرها .

عندما يصل مثل هذا النموذج إلى دفة الحكم ليقود الرعية وهو لا يمتلك  ادنى صفات القيادة  ، وقد جاء بفعل وراثة أو تأمر أو بتوصية ، أو انقلاب ، أو استسلام أو....

سيكون تصرفه مع من حوله من أبناء أو أخوة  أو زملاء أو شعب ، بسلوك  واسلوب  غير سوي يحمل كل الأمراض النفسية المعقدة .

من هنا تبدأ معاناة من حوله  في  عدم معرفة ما يريد  من يقودهم ، فتراه كأمواج البحر بين الاستقرار والهيجان ، فلا يستطيع أحد أن يبوح حتى بكلمة  عندما يرى الخطأ لغرض الإصلاح ، فاعتداده بنفسه وتوهمه بأنه محبوب من الله بدليل وهب الله له ما هو عليه من مكانة ورفعة دون غيره ، فهو لا يخطأ ابدً ، ومن الأمور الأخرى في هذا النموذج أنه يحب أن يستعبد الناس وليسحق على رؤوسهم دون أن يتفوه احد، ويستزاد دكتاتورية  و وحشيته عندما تحاط به بطانة من الحاشية من صغار الشياطين تؤجج نار الغضب تحته وتنزع الرحمة من قلبه ، فيبدؤون بتصفية كل من هو أفضل منهم وينتقلون إلى تصفية من له أبداع وفكر على الرغم من أنه غير منافس لهم ، ليصلوا بتصفيتهم إلى جعل فقط من حولهم من يمتلك جسد دون عقل ويساعدهم شيطانهم الأكبر  الذي يقودهم مستغلاً القانون في صفه  أو انتمائه إلى من ينتمي إليه أو يسانده ، ولا أحد يصدق أنك برئ ، بشهادة الشياطين وقائدهم الشيطان الأكبر الرئيس ، اذا حاولت أن تقف بمسيرتهم الشيطانية .

في هذه الحالة لا يعلم الأمر سوى الله وحده  والضحية  جميعنا  ، فيكون الالتجاء إلى الله من هذا الظلم  واستعباده  ونزع الكرامة  حتميا ، فترى الجميع كاظمين الغيض يعيشون الحزن والالم .

 

قال تعالى  : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ }غافر18وقوله تعالى :  (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )آل عمران134  .

هنا تتجلى قدرة الله تعالى بعلاج من خرج من أطار إنسانيته من المستذئبين   على أبنائهم ، أخوتهم ، وعموم شعبهم  ، بأن يجعل منهم أية من آيات الله التي لا تمحى عن ذكر الإنسانية بل يجعلها صورة لتعتبر  منها  الإنسانية من هكذا نموذج ،  هنالك الكثير من الامثله في حياتنا اليوميه

 

فكم من أنسان تم ظلمه  في كل المجالات  من حولنا  ، والظالم لم يحصل له شيء في كل ما يملك ومن معه ومن ينتمي له ، سيقول البعض لم يحصل لهم شيء ، أن الله يمد الإنسان بظلمه ليختبر من يتحمل أو يكفر بالله وبخلقه لهكذا نموذج مؤذي ، أن الله يضع عبده بامتحان ، كما  يمتحن الطالب في مدرسته ، هنا البعض ينجح والاخر  يرسب .

ليس على المظلوم الا التضرع لله  والدعاء  بأن يذل الظالم  وقوله تعالى : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } الدخان22    وقوله تعالى  {  فدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ } القمر10  وقوله تعالى : {  وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة  186  وقوله تعالى   { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } ق 16، وقوله تعالى : { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } النمل 62 ، وبهذا فأن الله بالمرصاد على الظالم  عندها  سيقول الظالم ما جاء في قوله تعالى : { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً } الفرقان 27 .

  أما سمعتم أيها الظالمون  دعاء المظلوم في الصباح أو المساء عليكم ؟

نعم فمن  منكم يريد أن يكون ظالم أو  يكون مظلوماً ، ولماذا تظلمون لتحصلوا على أكثر مما رزقكم الله  ، فالرزق من عند الله { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } البقرة 212، أما تعرفون أن الظلم هو آلم للمظلوم في روحه وجسده ،  وعلى زوجتة وعياله ومحبيه  وعلى من  يعرفون صدقه وإيمانه وحبه للأخرين .

      فأين الظالمون وأين تاريخهم وما ملكوا وكيف عاشوا وأين ذريتهم وكيف عاشت ، لاستعجلوا على الظالم وقوله :  { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ } ص3    وقوله : { واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } الطور 48.

هكذا كانت قول  الحسين بن علي  (ع) أن أكون مظلوما ولا ظالماً عند الله لا لغيره هو من خلقني وهو يتكفل بحمايتي ولا سلطة لاحد غيره علينا  ، والموت والعار والذل لمن ظلمنا .

 

الصور من الطريق الى كربلاء بعدسة فريق عيون كربلاء الفوتوغرافي 

 

 

صور مرفقة

مشاركة الخبر

التعليق بالفيس بوك

التعليقات